للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أحمد بن عمر بن روح [١] أن المعافى بن زكريّا حضر فى دار لبعض الرؤساء، وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب، فقالوا له: فى أىّ نوع من العلوم نتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها تأمره أن يفتح بابها، ويضرب بيده أىّ كتاب قرب منها، فيحمله ثم يفتحه، وننظر فى أىّ نوع هو، فنتذاكر ونتجارى فيه؟ قال ابن روح: هذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم. وكان أبو محمد البافىّ [٢] يقول: إذا حضر المعافى أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلّها. وقال:

لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى ابن زكريا.

وسئل البرقانىّ [٣] عن المعافى بن زكريا فقال: كان أعلم الناس، ثقة.

ولد فى سنة ثلاث وثلاثمائة، وقيل فى سنة خمس وثلاثمائة يوم الخميس لسبع خلون من رجب، ومات رحمه الله فى ذى الحجّة من سنة سبعين وثلاثمائة فى يوم الاثنين الثامن عشر من ذى الحجة سنة تسعين وثلاثمائة [٤].


[١] هو أحمد بن عمر بن روح بن على أبو الحسين النهروانى، ذكره الخطيب وقال: «كتبت عنه بالنهروان وببغداد، وكان صدوقا دينا حسن المذاكرة مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة».
وتوفى سنة ٤٤٥. تاريخ بغداد (٤: ٢٩٦).
[٢] هو عبد الله بن محمد البخارى النحوى الفقيه الشاعر المعروف بالبافى؛ تقدّمت ترجمته للمؤلف فى الجزء الثانى ص ٣٩٦.
[٣] تقدّمت ترجمته فى حواشى الجزء الأول ص ١٦٧.
[٤] كان أبو الفرج المعافى معاصرا لابن النديم، وقد ذكره وذكر مصنفاته فقال: «المعافى النهروانى القاضى فى عصرنا، وهو أبو الفرج المعافى بن زكريا، من أهل النهروان، أوحد عصره فى مذهب أبى جعفر، وحفظ كتبه، ومع ذلك [فهو] متفنن فى علوم كثيرة، مضطلع بها مشار إليه فيها، فى نهاية الذكاء وحسن الحفظ وسرعة الخاطر فى الجواب ... ، وله من الكتب فى الفقه وغيرها ما أنا ذاكره إلى وقتنا هذا: كتاب التحرير والمنقر فى أصول الفقه. كتاب الحدود والعقود فى أصول الفقه. كتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>