وكان من الصلحاء الأولياء، أنشدنى له شيخنا الحافظ البارع أبو حيان، وقد أنشدها له أيضا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن على بن عبد السلام الأنصارى المعروف بابن شق الليل: قل لمن يبغى المرا والجدلا ... فى البراهين وذكر البدلا وحكايات الأحاديث التى ... تورث العجز وتبدى الكسلا ويك دع عنك الخرافات ولا ... تكثر المزح أخى والهزلا هل يجوز الجهل عند العلما ... أم يجوز الحمق عند العقلا! أين من يمشى على الماء ولم ... تخش منه قدماه البللا أو يلت الرمل بالماء فإن ... شاء زبدا ردّه أو عسلا أو يكون الطير فى جو السما ... فإذا أومى إليه نزلا أو يحج البيت فى يوم لقد ... كذب الناقل فيما نقلا بعد قول الله فى الوحى فلن ... يبلغوه دون جهد وبلا هذه الأخيار لا أصل لها ... لا ولا فرع بها متصلا ألفتها عصبة صوفية ... تشتهى الأكل وتأبى العملا من عدا القرآن والعلم فقد ... خالف الله وخان الرسلا أنزل الله كتابا واضحا ... حسبنا لا نبغ عنه حولا ثم منهاج النبى المصطفى ... فبه الله هدانا السبلا ما لنا والخوض فى غيرهما ... أو بغير العلم نبغى بدلا يوم تجزى كل نفس سعيها ... يندم المرء على ما فعلا فالزموا السنة لا تبتدعوا ... واحذروا الزيغ وخافوا الزللا فاز من زيح عن النار إلى ... جنة الفردوس خير منزلا بقصور فى العلا من ذهب ... تجد الحور بها والحللا وقال أيضا: «وقد وقفت على قصيدة فى الرد على ابيات تحكى هذه لأبى عبد الله بن شق الليل المذكور على وزنها ورويها، وقد عددتها فوجدتها مائة وستين بيتا تقصر فى حسن النظم عن هذه الأبيات، وقد تلاها بشرح ضمنه حكايات يمكن المنازعة فى صحتها، وهو عندى فى جزء بخطى والحمد لله».