للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كساء جمال إن أردت جمالة ... وثوب شتاء إن خشيت شبا البرد [١]

ترى حبكا فيه كأنّ اطّرارها ... فرند حديث صقله سلّ من غمد

سأشكر ما عشت السّدوسىّ برّه ... وأوصى بشكر للسّدوسىّ من بعدى [٢]

وكان أحد من نجم من أصحاب الخليل، والغالب عليه اللّغة والشعر. وأنشد له [هارون [٣] بن] على بن يحيى المنجّم فى كتابه البارع قوله:

روّعت بالبين حتى ما أراع له ... وبالمصائب فى أهلى وجيرانى

لم يترك الدهر لى علقا أضنّ به ... إلّا اصطفاه بنأى أو بهجران

قال [هارون بن] على بن المنجّم: وهذان البيتان لمؤرّج، وهما من أحسن ما قيل فى معناهما [٤].


[١] معجم الأدباء: «من البرد»، وابن خلكان: «أذى البرد».
[٢] قال ابن الأنبارىّ: «ولو كانت هذه الأبيات فى مقابلة حلة من سندس الجنة لوفت بشكرها؛ لما تضمنته من حسن ألفاظها ومعانيها؛ ولقد كسا اليزيدىّ مؤرجا من ثياب ثنائه ما هو أنقى وأبقى من كسائه؛ فرحمة الله عليهما».
[٣] تكملة من ابن خلكان وكشف الظنون؛ وهو هارون بن على بن يحيى بن أبى منصور المنجم؛ كان حافظا راوية للأشعار، حسنّ المنادمة، لطيف المجالسة؛ صنف كتاب البارع فى أخبار الشعراء المولدين، وجمع فيه مائة وواحدا وستين شاعرا؛ افتتحه بذكر بشار بن برد العقبلىّ، وختمه بمحمد بن عبد الملك ابن صالح، واختار فيه من شعر كل واحد عيونه، وهو الذى ذيل عليه الثعالبى بكتاب اليتيمة؛ وتلاه الباخرزى فى كتابه دمية القصر، ثم الحظيرى فى كتابه زينة الدهر، ثم العماد الأصبهانى فى كتابه خريدة القصر؛ وتوفى سنة ٢٨٨، (ابن خلكان ٢: ١٩٤).
[٤] قال ابن خلكان: «ومثلهما فى معناهما لبعض المحدّثين؛ وهو قوله:
وفارقت حتى ما أراع من النوى ... وإن غاب جيران علىّ كرام
فقد جعلت نفسى على النأى تنطوى ... وعينى على فقد الحبيب تنام
ومن هنا أخذ ابن التعاويذى قوله:
وها أنا قلبى لا يراع لفائت ... فيأسى ولا يلهيه حظ فيفرح

<<  <  ج: ص:  >  >>