ورأيت ترجمة لأحمد بن فارس فى بعض تصانيف المتأخرين، وقد لقفها من أماكن متعددة، فنقلتها على صورتها وهى:
«أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب أبو الحسين الرازىّ- وقيل القزوينىّ الزهراوىّ الأشتاجردىّ. واختلفوا فى وطنه؛ فقيل كان من قزوين، ولا يصح ذلك؛ وإنما قالوه لأنه كان يتكلم بكلام القزاونة. وقيل كان من رستاق الزهراء، من القرية المدعوّة كرسف جياناتاذ.
كان واسع الأدب، متبحرا فى اللغة العربية، فقيها شافعيا، وكان يناظر فى الفقه، وكان ينصر مذهب مالك بن أنس. وطريقته فى النحو طريقة الكوفيين، وإذا وجد فقيها أو متكلما أو نحويا كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه، ويناظره فى مسائل من جنس العلم الذى يتعاطاه، فإن وجده بارعا جدلا جرّه فى المجادلة إلى اللغة، فيغلبه بها، وكان يحث «١» الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقى عليهم مسائل، ذكرها فى كتاب سماه كتاب فتيافقيه العرب، ويخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعيا إلى حفظ اللغة ويقول: من قصّر علمه عن اللغة وغولط غلط».
قال أبو عبد الله الحميدىّ:«٢» سمعت أبا القاسم سعد بن على بن محمد الزّنجانىّ «٣» يقول:
كان أبو الحسين أحمد بن فارس الرازىّ من أئمة أهل اللغة فى وقته محتجّابه فى جميع