للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن رأيت أن تجمع لى أصولا، وتجعل [١] فى ذلك كتابا يرجع إليه فعلت. فلما قرأ الكتاب، قال لأصحابه: اجتمعوا حتى أملّ [٢] عليكم كتابا فى القرآن، وجعل لهم يوما، فلمّا حضروا خرج إليهم- وكان فى المسجد رجل يؤذّن فيه، وكان من القرّاء- فقال له: اقرأ، فقرأ فاتحة الكتاب، ففسّرها، ثم مرّ فى القرآن كلّه على ذلك؛ يقرأ الرجل والفرّاء يفّسر. وكتابه هذا نحو ألف ورقة، وهو كتاب لم يعمل مثله، ولا يمكن أحد أن يزيد عليه [٣].

وقال: كتب الفرّاء لا يوازى بها كتاب.

وتوفّى الفرّاء بطريق مكّة سنة سبع ومائتين.

وقال الأنبارىّ [٤]: كتاب سلمة فى معانى القرآن للفرّاء أجود الكتب لأنّ سلمة كان عالما، وكان لا يحضر مجلس الفراء يوم الإملاء؛ ويأخذ المجالس ممّن يحضر ويتدبّرها، فيجد فيها السهو، فيناظر عليها الفراء، فيرجع عنه.

وكان ثعلب سمع كتاب «المعانى» للفرّاء من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء، «والحدود» فى النّحو للفرّاء ستون جزءا، سمعها من سلمة بن عاصم، عن الفرّاء أيضا.


[١] الزبيدىّ: «أو تجعل».
[٢] الزبيدىّ: «أملى»، وهما بمعنى.
[٣] الخبر فى طبقات الزبيدىّ.
[٤] هو محمد بن القاسم الأنبارىّ أبو بكر، صاحب كتاب الأضداد. والخبر فى طبقات الزبيدىّ ص ١٥٠، أورده فى ترجمة سلمة بن عاصم؛ ونقله عن أبى علىّ القالى، وأوله: «سمعت محمد بن القاسم الأنبارىّ يقول: ما أسفت على شىء، كما أسفت على تركى السماع لكتاب المعانى؛ وإنما كان يعطينى الحديث. وكان يقرأ الكتاب بالعشيات على باب داره، وكتاب سلمة أجود الكتب؛ لأن سلمة كان عالما ... إلى آخر الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>