للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء ثمامة [١]، قال: فرأيت أبهة [٢] أدب، فجلست إليه، ففاتشته [٣] على اللغة، فوجدته بحرا، وفاتشته على النّحو [٤] فوجدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم، وبالنّجوم ماهرا، وبالطّبّ خبيرا [٥]، وبأيّام العرب وأشعارها حاذقا، فقلت: من تكون؟ وما أظنّك إلا الفرّاء! قال: أنا هو، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره لوقته، وكان سبب اتصاله به [٦].

أخبرنا زيد بن الحسن الكندىّ، إجازة، أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علىّ، أخبرنا الأزهرىّ، أخبرنا علىّ بن عمر الحافظ، حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدّثنا بنان بن يعقوب الزّقومىّ [٧]، أخو حمدان الكندىّ، قال: سمعت عبد الله ابن الوليد صعودا يقول: كان محمد بن الحسن الفقيه [٨]، ابن خالة الفرّاء، وكان الفرّاء عنده يوما جالسا، فقال الفرّاء: قلّ [٩] رجل أنعم النظر في باب من العلم،


[١] هو ثمامة بن أشرس النميرى المعتزلى، أحد الفصحاء المتكلمين، وكان له اتصال بالرشيد، ثم بالمأمون بعده؛ وكان ذا نوادر وملح؛ وله أتباع يسمون الثمامية. توفى سنة ٢١٣. تاريخ بغداد ٧: ١٤٥.
[٢] الأبهة: العظمة والبهجة.
[٣] كذا في ب وتاريخ وبغداد، وفي الأصل: «فقايسته».
[٤] تاريخ بغداد: «من النحو».
[٥] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «بصيرا».
[٦] تاريخ بغداد ١٤: ١٥١.
[٧] كذا في ب وتاريخ بغداد، وفي الأصل: «الرقوبى».
[٨] هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانى، صاحب أبى حنيفة وناشر علمه. مات بالرى سنة ١٨٩.
الفوائد البهية ١٦٣.
[٩] فى الأصلين: «كل»، والصواب ما أثبته من تاريخ بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>