للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقى عبد الله بن عباس وابن عمرو [١] وغيرهما، وروى عنه قتادة وإسحاق ابن سويد وغيرهما.

وهو أحد قرّاء البصرة، وعنه أخذ ابن أبى إسحاق القراءة. وولى القضاء بمرو، وكان عالما بالقرآن والنّحو ولغات العرب.

وأخذ النّحو عن أبى الأسود، ويقال: إن أبا الأسود لمّا وضع باب الفاعل والمفعول به، زاد فيه رجل من بنى ليث أبوابا، ثمّ نظر فإذا في كلام العرب ما لا يدخل فيه، فأقصر عنه؛ فيمكن أن يكون هو يحيى بن يعمر، إذ كان عداده في بنى ليث.

وكان شيعيا، من الشيعة الأول، القائلين بفضل أهل البيت عليهم السلام.

وبلغ الحجّاج أن يحيى بن يعمر يقول: إن الحسن والحسين عليهما السلام من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله- ويحيى يومئذ بخراسان- فكتب إلى قتيبة ابن مسلم: أن ابعث إلىّ بيحيى بن يعمر، فبعث به إليه. فقال: أنت الذى تزعم أن الحسن والحسين من ذرّية رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله لألقيّن الأكثر منك شعرا [٢] أو لتخرجنّ من ذلك، قال: فهو أمانى إن خرجت منه؟ قال: نعم، قال: فإن الله جل وعز يقول: (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ، وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى [٣].

الآية، وما بين عيسى وإبراهيم أكثر


[١] ب: «عمر».
[٢] كذا في ب وابن خلكان.
[٣] سورة الأنعام ٨٤، ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>