للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان اليزيدى يعلّم بحذاء منزل أبى عمرو، وكان أبو عمرو يدنيه ويميل إليه لذكائه.

وكان اليزيدىّ صحيح الرّواية، صدوق اللهجة.

وألّف من الكتب: كتاب «النّوادر» وكتاب «المقصود والممدود».

وكتاب «مختصر [١]» نحو. وكتاب «النّقط والشكل».

وكان يجلس في أيّام الرّشيد مع الكسائىّ في مجلس واحد، ويقرئان النّاس.

وكان الكسائىّ يؤدّب محمّدا الأمين، وكان اليزيدىّ يؤدّب عبد الله المأمون، فأمّا الأمين فإنّ أباه أمر الكسائىّ أن يأخذ عليه بحرف حمزة، وأمّا المأمون فإنّ أباه لما اختار له اليزيدىّ تركه يتعلّم منه حرف أبى عمرو [٢].

قال الأثرم [٣]: دخل اليزيدىّ على الخليل بن أحمد يوما وعنده جماعة، وهو على وسادة جالس، فأوسع له، فجلس معه اليزيدىّ على وسادته؛ فقال له اليزيدىّ:

أحسبنى قد ضيّقت عليك! فقال الخليل: ما ضاق شىء على اثنين متحابّين، والدنيا لا تسع متباغضين.

وسأل المأمون يحيى بن المبارك عن شىء، فقال: لا وجعلنى الله فداءك يا أمير المؤمنين! فقال: لله درّك. ما وضعت واو قطّ موضعا أحسن من موضعها فى لفظك هذا؛ ووصله وحمله.

توفّى أبو محمد اليزيدىّ في سنة اثنتين ومائتين.

وقيل: هو مولى عبد مناة بن تميم.


[١] فى ابن خلكان: «ألفه لبعض ولد المأمون».
[٢] هو أبو عمرو بن العلاء؛ أحد القراء السبعة.
[٣] هو على بن المغيرة؛ أبو الحسن الأثرم؛ ترجمته في إنباه الرواة ٢: ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>