للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوسف بن أبى سعيد. وأفاد الطلبة، وأقرأ النّحو، وكتب بخطّه الكثير [١].

وصنّف. رأيت من تصنيفه بخطّه «مقدّمة في النّحو».

ومات رحمه الله في المحرّم سنة خمس عشرة وأربعمائة.

وكان له شعر حسن، قال أبو الفضل التّميمىّ: كنت يوما معه في دار بهاء [٢].

الدّولة، فجلسنا على برج مطلّ على دجلة، ومعى فتى أسمر مليح، فأخذنا نشرب من نبيذ التّمر، فارتجل أبياتا، وهى:

كأنّا على البرج المطلّ غديّة ... لنا منزل بين السّماكين والنّجم [٣].

ومن دوننا فيحاء قد نسجت لها ... يد المزن أفوافا من الوشى والرّقم

ودجلة تحكى في اطّراد حبابها ... مضاعفة النّسجين محكمة النّظم

وكاساتنا تجرى بسوداء مالها ... إذا انتسبت إلّا الأشاءة من أمّ

- الأشاءة: النخلة، وجمعها أشاء-


[١] وقال ياقوت أيضا:. «مليح الخط، سريع الكتابة، كان يخرج في وقت العصر إلى سوق الكتب ببغداد، فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب الفصيح لثعلب، ويبيعه بنصف دينار، ويشترى نبيذا ولحما وفاكهة، ولا ببيت حتى ينفق ما معه منه».
[٢] بهاء الدولة؛ هو السلطان فيروز بهاء بن عضد الدولة بن ركن الدولة حسن بن بويه بن فناخسرو الديلمى؛ أحد ملوك بنى بويه؛ وهو الذى قبض على الخليفة الطائع، وخلعه من الخلافة، وولى الخلافة عوضه. وكان ظالما غشوما، سفاكا للدماء، ولم يكن في بنى بويه أظلم منه، ولا أقبح سيرة. توفى سنة ٤٠٣. النجوم الزاهرة ٤: ٢٣٣.
[٣] تتمة اليتيمة ٢: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>