للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكتب إلى القاضي أبى جعفر البحّاثىّ [١]:

أبا جعفرا كم جعفر من مدامع [٢] ... ترقرقه ذكرى ليال تسلّفت

طلعت بها شمسا وقد غاب بدرها ... فما زلت طلق الوجه حتى تكسّفت

وشعشعت راحا من حديثك دونها ... معتّقة صهباء في دنّها صفت

ودبّجت روضا من ثنائك أعجبت ... وهيّجت رقشا من هجائك أتلفت

وقرطست مرمى القول حين رميته ... إذا كفّ رام في مراميه أخطفت [٣].

وشرّدت ألّاف الخنا فتشرّدت ... والّفت شرّاد النّهى فتألّفت

فهزل، ولا كالبابليّة صفّيت ... وجدّ ولا كالمشرفيّة أرهفت

وبسط يضاهى غرّة النّجح أشرقت ... وبشر يحاكى طرّة الصّبح أسدفت [٤].

ولا سيما ليلا كليلة يوسف ... رأيت بها طير السّعادة رفرفت

تجمّع فيها ما اشتهيت من المنى ... بإخوان صدق كالكواكب أردفت

- يريد يوسف أبا نصر الأسترابادىّ.


[١] هو أبو جعفر محمد بن إسحاق بن على الزوزنى. والبحاثى: نسبة إلى البحاث، أحد أجداده.
توفى بغزة سنة ٤٦٣. وانظر السمعانى واللباب (فى رسم البحاثى) وتتمة اليتيمة ٢: ٣٠، ومعجم الأدباء ١٨: ١٨ ودمية القصر ٢٧٤.
[٢] فى الأصلين: «مدافع»، وصوابه من الدمية وب. والجعفر: النهر الصغير.
[٣] من معانى القرطاس: الأديم ينصب للنضال؛ ويقال: قرطس، إذا أصاب القرطاس.
وأخطف الرمية: أخطأها.
[٤] السدفة هنا: الضوء، وهو من الأضداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>