للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه عند من قدم بغداذ من المصريّين، ويقول لهم: لى عندكم تلميذ من حاله وشأنه ... ، فيقال له: أبو جعفر بن النّحاس، فيقول: هو [أبو] «١» العباس ابن ولّاد».

قال: «وجمع بعض ملوك مصر بين ابن ولّاد وأبى جعفر بن النّحاس، وأمرهما بالمناظرة، فقال ابن النّحاس لأبى العباس: كيف تبنى مثال: «افعلوت» من رميت؟ فقال له أبو العباس: ارمييت، فخطّأه أبو جعفر، وقال: ليس فى كلام العرب «افعلوت»، ولا «افعليت»؛ فكأنّه غالطه التمثيل. وابن الوليد مثّل على تقدير السّؤال، وإن لم يكن له أصل، وهو صحيح. وقال أبو العباس:

إنّما سألتنى أن أمثّل لك بناء، [ففعلت]. وإنّما تغفّله أبو جعفر بذلك».

قال الزّبيدىّ: «وأحسن أبو العباس فى قياسه حين قلب الواو ياء، وقال فى ذلك بالمذهب المعروف؛ [لأنّ الواو تنقلب فى المضارعة ياء لو قيل؛ ألا ترى أنّك كنت تقول فيه: يرمى؛ فلذلك قلت: ارمييت، ولم تقل: ارميوت «٢»].

والذى ذكره أبو جعفر: أنّه لا يقال: «افعليت» «٣» صحيح، فأمّا ارعويت ونحوه فهو على مثال: «افعللت» مثل احمررت، فانقلبت الواو الثانية ياء لانقلابها فى المضارعة- أعنى يرعوى- ولم يلزمها الإدغام، كما لزم احمرّ، لانقلاب المثل الثانى ألفا فى ارعوى. وقد بيّنت ذلك فى كتابى المؤلّف فى أبنية الأسماء والأفعال».

<<  <  ج: ص:  >  >>