للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله كتاب سماه المقنع «١» فى اختلاف البصريين والكوفيين فى النحو، حسن، وكتاب سمّاه الكافى فى أصول النحو، صويلح، وكتاب صناعة الكتّاب، فيه حشو وتقصير فيما يحتاج إليه، وكتاب الاشتقاق، حسن، وشرح أبيات سيبويه، فيه علم كثير طائل جليل، وشرح المعلّقات، وزيادة قصيدتين، وكتاب فى أخبار الشعراء، شريف.

قال أبو بكر الزّبيدىّ: «وحدّثنى قاضى القضاة المنذر بن سعيد البلّوطىّ «٢» قال:

أتيت ابن النحاس فى مجلسه، وألفيته يملى فى أخبار الشعراء شعر قيس بن معاذ المجنون، حيت يقول:

خليلىّ هل بالشام عين حزينة ... تبكّى على نجد لعلّى أعينها

قد اسلمها الباكون إلا حمامة ... مطوّقة باتت وبات قرينها

فقلت: باتا يفعلان ماذا؟ أعزّك الله! فقال لى: وكيف تقول أنت؟

فقلت: «بانت وبان قرينها»، فسكت، وما زال يستثقلنى بعدها حتى منعنى كتاب العين، وكنت قد عزمت على الانتساخ من نسخته؛ فلما قطع بى قيل لى: أين أنت عن أبى العباس بن ولّاد، فقصدته، فلقيت رجلا كامل العقل والأدب، حسن المروءة، وسألته الكتاب فأخرجه لى. ثم تندّم أبو جعفر حين بلغه إباحة [أبى] «٣» العباس كتابه لى، وعاد إلى ما كنت أعرفه منه.

وكان أبو جعفر النحّاس لئيم النفس، شديد التقتير على نفسه، وكان ربّما وهبت له العمامة فقطّعها ثلاث عمائم، وكان يلى شرى حوائجه بنفسه، ويتحامل فيها على أهل معرفته. وتوفّى بمصر لخمس خلون من ذى الحجة، سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة».

<<  <  ج: ص:  >  >>