للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الآفاق، واشتهر ذكره اشتهار الشّمس، وقبلته نفوس العلماء، ووقع التسليم له منهم، وصادف طالع سعد عند تأليفه، وشوهد على المجلّد العشرين من تأليفه من النسخة التى بخط المصنف رحمه الله- وكانت بمرو، عند آل السمعانى رحمهم الله، وذهب خبرها في وقعة الترك سنة سبع عشرة وستمائة، بخط الإمام فخر خوارزم أبى القاسم محمود بن عمر الزمخشرى ما صورته: «ظفرت من هذه النسخة التى هى نسيج وحدها- لكونها بخط المصنّف، وسلامة لفظها من التحريف والزّلل، الذى لا تكاد تبرأ منه يد كاتب في كتاب خفيف الحجم، وإن أحضر ذهنه، وأمده إتقان، وساعده حفظ ودراية، فضلا عن [١] عشرين مجلدة- بضالّتى المنشودة، فأكببت عليها إكباب الحريص، وقلّبتها بالمطالعة، وعلّقت عندى ما فيها من الأحاديث الّتى خلت عنها مصنّفات أبى عبيد والقتبىّ والخطّابى، والأمثال التى لم تكن فى كتابى الذى سميته بالمستقصى في أمثال العرب، وكلمات كثيرة من الغريب المشكل، وسألت الله تنوير حفرة المصنّف، وإنزاله في ظلال الفردوس بفضله ورأفته. وكتب محمود بن عمر الزمخشرى الخوارزمى بمدينة مرو بخطّ يده، حامدا الله ومصلّيا على خير خلقه محمد وآله، بتاريخ رجب الواقع في سنة ثلاث وخمسمائة».

وكان عليه بخط المؤلف ما مثاله:

«وكتب محمد بن أحمد بن الأزهر بيده». ثم بعد ذلك: «يقول محمد بن أحمد ابن الأزهر: قرأ علىّ سيّدى أبو يعلى أدام الله له العزّ والتأييد هذا الكتاب


[١] فى الأصلين: «فى».

<<  <  ج: ص:  >  >>