للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفنى عتاده، وضاعت عدّته، وبطلت أهبته، فقوّم سناد العلوم بعد ما غيّرتها الأيام بصروفها، ووضع أنامل الأفاضل على خطوطها وحروفها، ولم يخلق الله تعالى فاضلا فى عصره إلا وهو فى مأدبة آدبه ضيف، وله من بابه وداره شتاء وصيف، وما على من عام لجج البحر الحضمّ «١»، واستشرف الدّرر ظلم وحيف».

وأنشد له:

شفة لماها زاد فى آلامى ... فى رشف ريقتها شفاء سقامى

قد ضمّنا جنح الدّجى وللثمنا ... صوت كقطّك أرؤس الأقلام

وأنشد له:

تنفّس صبح الشيب فى ليل عارضى «٢» ... فقلت عساه يكتفى بعذار «٣»

فلمّا فشا عاتبته فأجابنى ... ألا هل ترى صبحا بغير نهار

وله أيضا:

يا كاذبا أصبح فى كذبه ... أعجوبة أية أعجوبه

وناطق ينطق فى لفظة ... واحدة سبعين أكذوبه

شبّهك الناس بعرقوبهم «٤» ... لمّا رأوا أخذك أسلوبه

فقلت كلا إنه كاذب ... عرقوب لا يبلغ عرقوبه

ولما صنّف الميدانىّ كتاب الأمثال وقف عليه الزّمخشرىّ فحسده، وأخذ القلم، وزاد فى لفظة «الميدانىّ» سنينة «٥»، فصار «النّميدانىّ». معناه بالفارسية: الذى

<<  <  ج: ص:  >  >>