وذكر أنه جرى بين الزّجاج وبين «١» مسينة- وكان من العلماء- شرّ استحكم حتى خرج الزّجاج إلى حدّ الشتم، فكتب إليه مسينة:
أبى الزجّاج إلا شتم عرضى ... لينفعه فآثمه «٢» وضرّه
وأقسم صادقا ما كان حرّ ... لينطق لفظه فى شتم حرّه
ولو أنى كررت لفرّ منى ... ولكن للمنون علىّ كرّه
فأصبح قد وقاه الله شرّى ... ليوم لا وقاه الله شرّه
فلما اتصل هذا بالزجاج قصده معتذرا إليه، وسأله الصفح.
واجتاز يوم نيروز بشارع الأنبار راكبا، فصبّ عليه بعض الصبيان ماء، فأنشأ يقول، وهو ينفض رداءه من الماء:
إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه ... ولا خير فى وجه إذا قلّ ماؤه
وسأل الجماعة «٣»، فقيل هو الزجّاج.
قال أبو الفتح عبيد الله بن أحمد النحوىّ: توفّى أبو إسحاق إبراهيم بن السرىّ الزجّاج النحوىّ فى جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. وقال غيره مات يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من الشهر، وقيل: توفى ببغداذ فى سنة ست عشرة وثلاثمائة، وقد أناف على الثمانين. وكان الزجّاج نديما للمكتفى.
وقال الأوارجىّ «٤» الكاتب: وحدّثنى بعض أصحابنا أن الزجّاج قال: لازمت خدمة عبيد الله بن سليمان الوزير ملازمة قطعتنى عن أبى العباس المبرّد وعن برّه