وكان ضريرا، قدم صبيا ذا فاقة إلى واسط، فدخل الجامع، وجلس فى حلقة عبد الغفار الحضينىّ، «١» فتلقّن القرآن، وكان معاشه من أهل الحلقة، ثم أصعد «٢» إلى بغداذ، فصحب أبا سعيد السّيرافىّ، وقرأ عليه شرح كتاب سيبويه، وسمع منه كتب اللغة والدواوين، وعاد إلى واسط، وقد مات عبد الغفار، فجلس صدرا يقرئ الناس فى الجامع.
ونزل محلّة الزّيدية «٣» من واسط، وهناك تكون الشّيعة، فنسب إلى مذهبهم، ومقت على ذلك، وجفاه الناس. «٤»
وكان شاعرا حسن الشعر جيّده. قال أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوىّ، أنشدنى أبو إسحاق الرفاعىّ لنفسه:
وأحبّة ما كنت أحسب أنّنى ... أبلى بينهم فبنت وبانوا
نأت المسافة فالتذكّر حظّهم ... منّى وحظّى منهم النسيان