وانتهى من علم النحو فى حداثته إلى أن كان أبو محمد عبد الله بن محمد الأموى المكفوف؛ إذ وردت عليه مسائل من النحو سأله عنها، وطلب منه الإجابة فيها، وأقرّ له بالتقدّم فى ذلك، وانتهى من اللّغة والعربية إلى ما لعلّه لم يبلغ أحد قبله، وأمّا فى زمانه فما يشكّ فيه.
وحفظ كتاب العين للخليل بن أحمد، وقد حفظ قبل ذلك كتاب سيبويه، وكتاب المصنّف لأبى عبيد، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت، وغيرها من كتب اللغة، ثم كتب الفرّاء، وكان يميل إلى قول أهل البصرة، مع علمه بقول الكوفيين، وكان يفضّل المازنىّ فى النحو، وابن السّكّيت فى اللغة.
قال بعض أهل الفضل هناك: ولو أن قائلا قال: إنه أعلم من المبرّد وثعلب أصدقه من وقف على علمه ونفاذه.
قال: وسمعت جماعة ممّن جالس ابن النحاس النحوىّ المصرىّ من أهل بلدنا وأهل المشرق، ثم جالس أبا القاسم يزعمون أنه أعلم من ابن النحاس، وأكمل نظرا، وكان أعلم من خلق الله، وهو مع ذلك حسن الاستخراج، ولقد كان يستخرج من مسائل النحو والعربية أمورا لم يتقدمه فيها أحد، وأمره فى ذلك يفوق كلّ أمر، وكان غاية فى استخراج المعمّى، وكان مقصّرا فى صناعة الشعر، ولم يكن يتعرّضه، «١» وربما أتى منه بشىء، ولا يحب أن يوسم به؛ وإنما صنعه فى آخر عمره. وله أوضاع فى النّحو واللغة.
وسأله رجل عن هذا البيت «٢» وتقطيعه:
رجل بمكة قتل رجلا وسر ... رق الّذ كان فى عمامة يوسفا