أستغفر الله ممّا يعلم الله ... إن الشقّى لمن لم يسعد الله
هبه تجاوز لى عن كلّ مظلمة ... واسوءتا من حياتى «١» يوم ألقاه
وله أيضا:
كم قد خلوت بمن أهوى فيمنعنى ... منه الحياء وخوف الله والحذر
كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعنى ... منه الفكاهة والتّحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لى فى حرام منهم وطر
كذلك الحبّ لا إتيان معصية ... لا خير فى لذة من بعدها سقر
قال أبو بكر بن شاذان: بكّر إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه يوما إلى درب الرّواسين، «٢» فلم يعرف الموضع، فتقدّم إلى رجل يبيع البقل، فقال له: أيّها الشيخ، كيف الطريق إلى درب الرّواسين؟ قال: فالتفت البقلىّ إلى جار له، وقال:
يا فلان، ألا ترى إلى الغلام، فعل الله به وصنع! احتبس «٣» علىّ، فقال: وما الذى تريد منه؟ فقال: لم يبادر ويجيئنى بالسّلق، «٤» بأى شىء نصفع هذا العاضّ بظر أمّه! لا يكنى. قال: فتركه ابن عرفة، وانصرف ولم يجبه بشىء.