للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقول من الشعر المقطّعات فى الغزل، وما جرى مجرى ذلك؛ كما يقول المتأدّبون؛ فمن ذلك ما أنشدنا لنفسه سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة:

غنج الفتور «١» يدور «٢» فى لحظاته ... والورد غضّ القلب فى وجناته

وتكلّ ألسنة الورى عن وصفه ... أو أن تروم بلوغ بعض صفاته

لا يعرف الإسعاف إلا خطرة ... لكنّ طول الصدّ من عزماته

لا يستطيع «نعم» ولا يعتادها ... بل لا تسوغ «لعلّ» فى لهواته «٣»

وله فى العفة:

كم قد خلوت «٤» بمن أهوى فيقنعنى ... منه الفكاهة والتّحديث والنظر

أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لى فى حرام منهم وطر

كذلك الحبّ لا إتيان معصية ... لا خير فى لذة من بعدها سقر

وأنشدنا لنفسه:

تشكو الفراق وأنت تزمع رحلة ... هلّا أقمت ولو على جمر الغضا

فالآن عذ بالصّبر أو مت حسرة ... فعسى يردّ لك القضا «٥» ما قد مضى «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>