والأنموذج لابن رشيق، ويتيمة الدهر وتتمة اليتيمة للثعالبى، ودمية القصر للباخرزى، ووشاح الدمية للبيهقىّ، وخريدة القصر للعماد الأصفهانى، وغيرها؛ يصرح بالنقل عنها تارة، وينقل من غير تصريح تارة أخرى، مما نبهت عليه فى موضعه.
(٢) معارفه الخاصة التى استمدّها من شيوخه فى القاهرة والاسكندرية وقفط، أو شاهدها فى أسفاره بين مصر والشام، أو أفادها من مجالسه فى حلب، أو كاتبه بها العلماء من مختلف الأمصار.
وكثير من الحقائق التى نثرها فى كتابه قد انفرد بها، أو نقلها من كتب لم تصل إلينا. فهو بذلك يختص من بين الكتب المتداولة بقيمة تاريخية علمية نادرة المثال.
وليست للمؤلف فى تراجمه طريقة خاصة أو منهج محدود؛ وهو فى الغالب يذكر المترجم باسمه، ثم يتبعه بشهرته، ويستطرد بعد ذلك بذكر أخباره، ويعدّد كتبه، ويذكر سنة وفاته، وإقليمه الذى عاش فيه، وقد يذكر سنة ولادته فى بعض الأحيان، وربما ترجم للشخص مرتين؛ مرة باسمه ومرة بكنيته أو شهرته، وهذا قليل.
ولا يقف فيما يذكره عند حدّ الرواية أو النقل، بل يتجاوز ذلك إلى النقد والتحليل، وكثيرا ما أبدى رأيه فيمن ترجم لهم- وخاصة المعاصرين له منهم- فى صراحة، وتناول كتبهم بالوصف. وكثير من هذه الكتب لا يعرف إلا من طريق هذا الكتاب.
والكتاب وإن كان موضوعا على حسب حروف المعجم؛ إلا أنه لم يرتب ترتيبا دقيقا؛ فيذكر مثلا إبراهيم بن عبد الله قبل إبراهيم بن إسحاق، والخليل بن أحمد قبل خلف بن محرز؛ ومثل هذا كثير. وقد صرح المؤلف بأن الترتيب لم يكن من عمله، بل كان من عمل الناسخ، قال:«وقد «١» ترجمت أنباءهم على الترتيب فى أوراق