بقرطبة، وارتجل تفسير ما فيه، وهذا الكتاب غاية فى معناه، وهو أنفع الكتب؛ لأنّ فيه الخبر الحسن، والمثل المتصرّف، والشعر المنتقى فى كل معنى، وفيه أبواب من اللّغة مستقصاة، وليست توجد فى شىء من كتب اللغة مستقصاة مثل ما هى فى هذا الكتاب، وفيه القلب والإبدال مستقصى، وفيه تفسير الإتباع، وهو ممّا لم يستيقظ إليه أحد، إلى فوائد فيه كثيرة «١».
ومنها كتابه فى المقصور والممدود، بناه على التّفعيل ومخارج الحروف من الحلق، مستقصى فى بابه، لا يشذّ عنه شىء من معناه، لم يوضع له نظير، ومنها كتابه فى الإبل ونتاجها، وما تصرّف معها، ومنها كتابه فى حلى الإنسان والخيل وشياتها.
ومنها كتابه فعلت وأفعلت، ومنها كتابه فى مقاتل الفرسان، ومنها كتابه فى تفسير القصائد والمعلّقات، وتفسير إعرابها ومعانيها، إلى كتب كثيرة.
وارتجل جميعها، وأملاها عن ظهر قلب كلّها.
وألّف كتاب البارع فى اللغة، فبناه على حروف المعجم، وجمع فيه كتب اللغة، وعزا كلّ كلمة من الغريب إلى ناقلها من العلماء، واختصر الإسناد عنهم، وهو يشتمل على خمسة آلاف ورقة، ولا يعلم أحد من العلماء المتقدّمين والمتأخرين ألّف مثله فى الإحاطة والاستيعاب، وتوفى قبل أن ينسخه، فاستخرج «٢» من المسوّدة، وأظنه لم يتم.