واختلف عيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء فى سطر «١» وسطر، وكانا عند بلال ابن أبى بردة «٢»، فأرسلوا إلى بكر بن حبيب السهمىّ فحكّموه، فقال: سطر (مخفف) أفصحهما «٣»، ومن قال: سطرا (بالتخفيف) جمعه على سطور، ومن قال سطرا (بالتحريك) جمعه على أسطار.
وكان بكر بن حبيب سهميا، من سهم باهلة. قال بكر: عرضت لى حاجة إلى بلال ابن أبى بردة، فأتيته فيها، وكان يحسد على الفصاحة، فطاولنى الكلام، فجعلت لا أزيده على المطاولة إلا فصاحة، فقال لى يابكر: لجاد ماتخذك أهلك! فقلت:
أصلح الله الأمير! أرادوا جمال أمرى، وقضاء حاجتى. وسألته الحاجة، فقال: والله لا ترجع بها، فقلت: أصلح الله الأمير! لو علمت لحضّجت «٤» حضجات أبى شيخ ابن العرق الفقيمىّ- وكان لحّانا- قال: فلقينى أبو شيخ، فقال: يا أخا باهلة، أما وجدت أحدا يضرب به المثل غيرى! هلا ضربت المثل بابن عمك عمير بن سلم حين يقرأ: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الظالّون.
وقال ابن أبى إسحاق لبكر بن حبيب «٥»: ما ألحن فى شىء، فقال له: لا تفعل.
قال: فخذ علىّ كلمة، فقال: هذه «٦»، قل: كلمه. وقربت منه سنّورة، فقال اخسى، فقال له: أخطأت؛ إنما هو اخسئ «٧».