وكان آباؤه ينزلون المراشى «١» من بلاد بكيل «٢»، ثم انتقل داود بن سليمان ذى الدّمينة إلى الرّحبة «٣» من نواحى صنعاء، ثم إلى صنعاء، وكان بها ولده.
وكان رجلا محسّدا فى أهل بلده، وارتفع له صيت عظيم- أعنى الحسن ابن أحمد هذا- وصحب أهل زمانه من العلماء، وراسلهم وكاتبهم.
فمن العلماء الذين كان يكاتبهم ويعاشرهم أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنبارىّ، وكان يختلف بين صنعاء وبغداذ، وهو أحد عيون العلماء باللغة والعربية وأشعار العرب وأيامها، وكذلك أبوه القاسم؛ على ما ورد فى أخبارهم. وكان يكاتب أبا عمر النحوىّ صاحب ثعلب، وأبا عبد الله الحسين بن خالويه.
وأقام بمكة دهرا طويلا، وسار إلى العراق، واجتمع بالعلماء، واجتمعوا به فيما قيل.
وسار فى آخر زمانه إلى ريدة «٤» من البون «٥» الأسفل من أرض همدان، وبها قبره وبقية أهله.
وكان ملوك اليمن وأجلّاؤها يكرّمونه ويقرّبونه، وكان خائفا من العلويّين المستولين على صعدة «٦»؛ لكلام بلغهم عنه.