ابن شرف ممن لا ينكر حدقه، ولا يدفع فى هذا النوع صدقه، ولم يزل بينهما مكاتبات ومخاطبات. فمن شعر ابن شرف قصيدة كتب بها إلى ابن رشيق، وهو بالمهديّة يتشوّقه، أولها:
عدمناك من بعد وإن زدتنا قربا ... على أنّ فيما بيننا سبسبا سهبا «١»
وكتب إليه ابن رشيق جوابا عنها قصيدته التى أوّلها:
عتابا عسى أنّ الزمان له عتبى «٢» ... وشكوى فكم شكوى ألانت لنا قلبا
إذا لم يكن إلّا إلى الدمع راحة ... فلا زال دمع العين منهملا سكبا «٣»
وكانت القصيدة التى تقدم بها ابن شرف، واتصل بخدمة ابن باديس:
قفا فتنسما عطر النسيم ... برسم الدار من بعد الرّسيم «٤»
أنيخا الناعجين «٥» ولا تروما ... فما السلوان بالأمر العظيم
قفا تريا السبيل إلى التصابى ... لمغناها وكيف صبا الحليم
يقول- حين وصل إلى مدحه- فيها:
هو الشرف الذى نسب المعالى ... إليه وهو ذو الشّرف القديم
شهاب الحرب يهلك كلّ باغ ... ومحرق كلّ شيطان رجيم
تقطّع دونه البيض المواضى ... وتجفل عنه إجفال الظّليم «٦»
ويجلو عنه ليل النّقع وجه ... كبدر التّم فى الليل البهيم