للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تنحدر إلى العراق، فإنك إن انحدرت لم ترجع. فهمّ به ناس من أصحابه؛ فقال:

دعوه فإنه منّا أهل البيت. فانحدر إلى العراق، فكان من أمره ما كان. فلما قتل قال عبد الله بن سلام: هذا رأس الأربعين، وسيكون مصلح، وما قتلت أمّة نبيّها إلا قتل الله به منهم سبعين ألفا، ولا قتلوا خليفة- أو قال خليفتهم- إلا قتل به منهم خمسا وثلاثين ألفا.

وقال عبد الله بن رافع: سمعت عليا- واجتمع الناس عليه حتى أدموا رجله- فقال: «اللهم إنى قد كرهتهم». قال: فما مات إلا تلك الليلة. وروى أبو معشر قال:

قتل علىّ بن أبى طالب- عليه السلام- فى شهر رمضان يوم الجمعة لسبع عشرة منه.

وكان علىّ يخرج إلى الصبح وبيده درّة يوقظ بها الناس، فخرج، فضربه ابن ملجم، فأخذ، فقال علىّ: «أطعموه واسقوه، وأحسنوا إساره، فإن أصبح فأنا ولىّ دمى، أعفو إن شئت، وإن شئت استقدت، فإن أنا هلكت، فبدا لكم أن تقتلوه فلا تمثّلوا به». وقتل على- عليه السلام- وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وقيل ابن سبع وخمسين سنة، وقيل ابن ثلاث وستين سنة.

ولو أردت أن أجعل أخباره فى عدة مجلدات لوجدت من المواد ما يعين على ذلك، بمنّ الله وجوده، ولكننى اقتصرت «١» على هذه النّبذة؛ لتكون لائقة بهذا المختصر، وبه أستعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>