حدّثنا نصر بن على الجهضمىّ قال: كان فى جيرانى رجل طفيلىّ. وكنت إذا دعيت إلى مدعاة ركب لركوبى، فإذا دخلنا الموضع أكرم من أجلى. فاتخذ جعفر ابن سليمان أمير البصرة دعوة، فدعيت إليها، وقلت فى نفسى: والله إن جاء هذا الرجل معى لأخزينّه. فلما أن ركبت ركب لركوبى، ثم دخلت الدار، فدخل معى، وأكرم من أجلى. فلما حضرت المائدة قلت: حدّثنا درست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر- رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:«من مشى إلى طعام لم يدع إليه مشى فاسقا وأكل حراما» قال:
فقال الطّفيلىّ: استحييت لك يا أبا عمرو، مثلك يتكلّم بهذا الكلام على مائدة الأمير! فليس هاهنا أحد إلا يظنّ أنك رميته بهذا الكلام ثم إنك لا تستحى، تتحدّث عن درست «١» بن زياد، ودرست كذاب لا يحتج بحديثه، عن أبان بن طارق، «٢» وأبان كان صبيا من صبيان أهل «٣» المدينة يلعبون. ولكن أين أنت عما حدّثنا أبو عاصم النبيل عن ابن جريج «٤» عن أبى الزبير «٥» عن جابر «٦» - رضى الله عنه- عن النبى