للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الإمام تأدّب بآداب أبيه اللائحة، واجتهد فى سلوك سبله الواضحة؛ حتى تحقق فيه قول القائل: «ما أشبه الليلة بالبارحة».

ومن منظومه قصيدة قالها فى الإمام فخر الدين عبد العزيز الكوفىّ:

غرض «١» العذول وملّ من تعنيفى ... وأماط عنه حبائل التخويف

لما رأى ألّا أريم «٢» من الضّنى ... مثواى رقّ لجسمى المنزوف «٣»

لانت عريكته «٤» وذلّ شماسه «٥» ... لمتيمّ رهن الغرام لهيف

من لى بقلب المستهام ومن له ... بجميل صبر للغرام رديف

طاف الهوى بهما جميعا مثل ما ... [طافت على] الأرواح ريح خريف

ومنها:

قالت خليلك رهطه «٦» كوفيّة ... فلأجل ذا بوفائه لا يوفى

قلت اخسئ فلقد نرى متوفّرا ... كلّ الوفاء لدى الامام الكوفى

شمس يعمّ الخافقين إياتها «٧» ... مأمونة من غيبة وكسوف

خاض العباب إلى العلوم فنالها ... موفورة والناس عند السّيف «٨»

لا زال صدر الدين فيه موشّحا ... بقلائد التيجان والتشريف

أضحى كمثل الشمس فى فلك العلا ... والشمس تستغنى عن التعريف

<<  <  ج: ص:  >  >>