وكان ثعلب سمع كتاب المعانى للفرّاء من سلمة بن عاصم عن الفراء.
والحدود فى النحو ستون حدا، سمعها من سلمة عن الفرّاء أيضا. وأنشد ابن شقير «١» الشاعر فى سلمة:
لو تلفّفت فى كساء الكسائى ... وتفرّيت فروة الفرّاء
وتخلّلت بالخليل وأضحى ... سيبويه لديك عبد سباء «٢»
وتلبّست من سواد أبى الأس ... ود ثوبا يكنى أبا السوداء
لأبى الله أن يراك ذوو الأل ... باب إلا فى صورة الأغبياء
ورأيت فى المجموع الذى نقلت منه هذه الأبيات أبياتا أخرى؛ فلا أدرى:
أهى فى سلمة أم فى مثله من النحاة؛ وهى:
يا غليظ الطّباع يا أبرد النا ... س إلى اليوم منذ كنت صبيا
لو يقوم الخليل أو يبعث الل ... هـ من القبر يونس النحويّا
فأفاداك كلّ باب من النح ... وبعلاته لكنت غبيّا
أنت نىّ غثّ ركيك ولمّا ... تستحبّ النفوس ما كان نيّا
وقال أحمد بن يحيى ثعلب النحوىّ: جئت سلمة وهو غضبان، فقلت له:
مالك يا أبا محمد؟ فقال: جاءنى شيخ يزعم أن الفرّاء أخطأ قولهم «قائمين كان الزيدون» إذ كان لا يجيز «قائما ضربت زيدا». فقلت: عدّ عن هذا، إنما جاز «قائمين كان الزيدون» لأن «قائمين» خبر لكان، ولم يجز «قائما ضربت زيدا» لأن «قائما» ليس خبرا «لضربت»:
ورئى فى كمّ سلمة بن عاصم شعر العباس بن الأحنف، فقيل له: مثلك- أعزّك الله- يحمل هذا! فقال: ألا أحمل شعر من يقول: