وكتابه فى القراءات مما يفخر به أهل البصرة؛ فإنه أجلّ كتاب صنّف فى هذا النوع إلى زمانه.
ولأبى حاتم كتاب كبير فى إصلاح المزال والمفسد، مشتمل على الفوائد الجمة. وما رؤى كتاب فى هذا الباب أنبل منه ولا أكمل «١».
وقال أبو حاتم سهل بن محمد السّجستانىّ: كنت «٢» عند أبى الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش وعنده التّوّزىّ، فقال لى: يا أبا حاتم، ما صنعت فى كتاب المذكر والمؤنث؟
قلت: قد عملت فى ذلك شيئا، فقال: فما تقول فى الفردوس؟ قلت: ذكر.
قال: فإن الله عز وجل يقول: (الفردوس «٣» هم فيها خالدون). قال: قلت: ذهب إلى الجنة فأنّث. فقال لى التّوّزىّ: يا غافل، أما تسمع الناس يقولون: أسألك الفردوس الأعلى! فقلت له: يا نائم، الأعلى هاهنا «أفعل» وليس «بفعلى».
وذكر أبو حاتم سهل بن محمد قال:«كان «٤» جزئى على يعقوب «٥»، ومنزلتى عنده فيمن يقرأ أن أجلس إلى جنب من يقرأ عليه، فإذا فرغ أخذت من الموضع الذى يتركه، فأقرأ عليه. فجئت ذات يوم، ورجل يقرأ عليه من «سورة البقرة» حتى انتهى إلى قوله:
(وقال لهم نبيّهم «٦»). فابتدأت من هذا المكان، حتى انتهيت إلى قوله: (فلمّا جاوزه هو