وكان يتفقه على مذهب مالك بن أنس. وله مسائل وتعاليق فى الفقه جميلة، وله كلام فى الرقائق.
وقد كان- رحمه الله- حسن العبارة مخلوقا من حذر، لم يره أحد ضاحكا قط ولا هازلا، وكان يسير فى أفعاله على سنن السلف الصالح، وكان ملوك البلاد يجلون قدره، ويرفعون ذكره.
وكان [القاضى] الفاضل عبد الرحيم بن علىّ البيسانىّ «١» يعرف قدره، ويعظم ذكره، ويقبل إشارته فى حق من يشفع فيه، وله إليه مكاتبات ومخاطبات يشهد بها ترسّله، وانتقل فى آخر عمره إلى مدينة قريبة من مدينته اسمها إقنا، وأقام بها لاشتهار كلمة السّنة بها، إلى أن توفىّ- رحمه الله- فيما بلغنى قريبا من سنة ستمائة «٢»، بعد أن طعن فى السن، وكف بصره.