وكان جمّ الفوائد، كثير الاطلاع، عالما بكتاب سيبويه وعلله، وبغيره من الكتب النحوية، قيّما باللغة وشواهدها. وكان إليه التصفح فى ديوان الإنشاء؛ لا يصدر كتاب عن الدولة إلى ملك من ملوك النواحى إلا بعد أن يتصفّحه، ويصلح ما لعلّه فيه من خلل خفى.
وكان ينسب إلى الغفلة فى غير العلوم العربية؛ حتى ما يقوم بمصالح نفسه.
ويحكى عنه حكايات فى التغفل أجلّه عنها، وعن ذكر شىء منها.
وكانت كتبه فى غاية الصّحة والجودة، وإذا حشّاها أتى بكل فائدة. ورئى جماعة من تلاميذه متصدّرين متميزين. وأكثر الرؤساء بمصر استفادوا منه، وأخذوا عنه.
وكان قليل التصنيف؛ لم يشتهر له شىء سوى مقدّمة سماها اللّباب «١»، وجواب المسائل العشر «٢» التى سأل عنها أبو نزار ملك النحاة، وحاشيته على كتاب الصّحاح فإنها نقلت عن أصله وأفردت فجاءت ستة مجلدات «٣»، وسماها من أفردها التنبيه والإيضاح عما وقع فى كتاب الصّحاح «٤».
ولما مات- رحمه الله- وأبيعت كتبه حضرها الجمّ الغفير من الأجلّاء بمصر فى ذى القعدة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.