ومن خبره مع أبى علىّ أن أبا علىّ غلّس يوما إلى الصلاة فى المسجد، فقام إليه عبد الله بن حمّود هذا من مذود- وكان لدابة أبى على خارج داره، وكان عبد الله قد بات فيه ليدلج إليه قبل الطلبة طلبا للسبق والأخذ من علمه- فارتاع منه أبو علىّ، وقال له: ويحك! من تكون؟ قال: أنا عبد الله الأندلسىّ، فقال:
إلى كم تتبعنى! والله إن على وجه الأرض أنحى منك!.
وذكر على بن عيسى بن الفرج الربعىّ صاحب [أبى] على، عبد الله بن حمّود الزّبيدىّ هذا فقال:«قرأ «١» على أبى على فى نوادر الأصمعىّ «أكأت الرجل «٢»» إذا رددته عنك، فقال له أبو على: ألحق هذه الكلمة بباب «أجأ»، فإنى لم أجد لها نظيرا غيرها. فسارع من حوله إلى كتابتها. قال الربعىّ:[فقلت]«٣» أيها الشيخ، ليس «أكأ» من «أجأ» فى شىء. قال: وكيف ذلك؟ قال: قلت لأن إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ وقطربا حكما أنه يقال: «كاء «٤» الرجل»؛ إذا جبن. فخجل الشيخ وقال: إذا كان كذا فليس منه. فضرب كل واحد منهم على ما كتب.
ولم يرجع عبد الله بن حمود الزبيدىّ الأندلسىّ إلى بلاده، وما زال بالعراق إلى أن مات بها- رحمه الله. «٥»