للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسافر وسكن أصبهان وأفاد الناس بها. وكان أبوه سبط الشاعر المعروف بأبى على ابن شبل «١».

قال أبو الفتح عبد الرحمن بن الإخوة هذا: رأيت فى المنام منشدا ينشدنى شعرا:

وأعجب من صبرى القلوص «٢» التى سرت ... بهودجك المزموم أنى استقلّت

وأطبق أحناء الضّلوع على جوى ... جميع وصبر مستحيل مشتّت

فلما انتبهت جعلت دأبى [البحث] عن قائل هذين البيتين مدّة، ولم أجد بهما مخبرا، فلما مضى على هذه القضية عدّة سنين اتفق نزول الرئيس أبى الحسن ابن مشهر الموصلىّ فى ضيافتى، فتجارينا فى بعض الليالى ذكر المنامات وما يراه الإنسان فى نومه، وما يسمعه من نظم ونثر، فذكرت له حال المنام، وأنشدته البيتين، فقال: أقسم إنهما لمن شعرى من جملة قطعة هى:

إذا ما أسال الدمع نمّ على الهوى ... فليس بسرّ ما الضلوع أجنت

فوالله ما أدرى عشية ودعت ... أناحت حمامات اللّوى أم تغنّت

وأعجب من صبرى القلوص التى سرت ... بهودجك المزموم أنى استقلّت

أعاتب فيك اليعملات «٣» على النوى «٤» ... وأسأل عنك الريح من حيث هبّت

وألصق أحناء الضّلوع على جوى ... جميع وصبر مستحيل مشتت

<<  <  ج: ص:  >  >>