ولقد اجتمعت به واختبرته فرأيته فيما يدّعيه كالأعمى الذى يتحسس ويدّعى حدّة النظر؛ وما وثقت من روحى بذلك حتى سألت جماعة من أهل علوم متفرقة قد كان يدّعيها، فذكروا من أمره بعد نظره وكلامه نظير ما علمته منه.
ومن أسوأ أوصافه قلة الغيرة- ونعوذ بالله من ذلك- وقطن حلب فى آخر عمره، وأجرى له بها رزق على الطب؛ وهو لا يعلمه.
وخطر له فى شهور سنة ثمان وعشرين وستمائة السفر إلى العراق ليحج، فمرض ببغداذ، وأخذ فى مداواة نفسه بطبه، فمات- كما شاء الله- فى شهور سنة تسع وعشرين وستمائة، وأبيعت كتبه بحلب، فوقعت على شىء منها، وهى فى غاية الانحطاط عن رتبة الكمال. ونعوذ بالله من فتنة الدعوى.