توفّى بمصر لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين.
وهذه السيرة «١» التى يرويها عن ابن إسحاق قد هذّب منها أماكن مرّة بالزيادة، ومرّة بالنقصان، وصارت لا تعرف إلا بسيرة ابن هشام. وللمصريّين بها فرط غرام وكثرة رواية، وعن المصريّين نقلت إلى سائر الآفاق.
وذكر السّهيلىّ «٢» الأندلسىّ ابن هشام هذا فقال: «وأما عبد الملك بن هشام فمشهور بحمل العلم، متقدّم فى علم النّسب والنحو؛ وهو حميرىّ معافرىّ «٣» من مصر.
وأصله من البصرة، وتوفّى بمصر سنة ثلاث عشرة ومائتين».
وله كتاب فى شرح أنساب حمير وملوكها «٤»، وكتاب ما وقع فى أشعار السّير من الغريب فيما ذكر لى والحمد لله [كثيرا وصلواته على نبيه محمد وسلامه]».
قلت: هذا الذى ذكره السّهيلىّ على سبيل الحدس، والمعوّل على نسبه الأوّل ووفاته الأولى؛ فإن الناقل لذلك هو أبو سعيد عبد الرحمن بن يونس المصرىّ «٥» إمام مصر فى الحديث والتاريخ، ذكره فى تاريخ الغرباء القادمين على مصر حسب ما ذكرته أوّلا، والله أعلم. «٦»