للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات فى يوم الأربعاء ودفن فى مقبرة الشّونيزىّ يوم الخميس سلخ جمادى الأولى من سنة ست وخمسين وأربعمائة.

ذكره الباخرزىّ فى كتابه وسجع له فقال: «هو أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين بن برهان النحوىّ. رأيته ببغداذ سنة خمس وخمسين وأربعمائة شيخا بادّ «١» الهيئة، رثّ الكسوة، يمشى وقد شمل العرى [طرفيه] «٢»، ونظم رأسه وقدميه، وقصدته زائرا- ولم أكن عهدته- فإذا أنا فى باب المراتب بشيخ على ما وصفت، فلم أشكّ فى أنه ضالّتى المنشودة- وفراسة المؤمن لا تخطئ- فاقتفيت أثره إلى مسجد اجتمعت فيه تلاميذه ينتظرونه، وكمه أعجر بأجزاء النحو، فدخل عليهم وقاموا إليه، واستند إلى المحراب، وتكلم فى العلم الذى لقّب فيه، والفن الذى عقد بنواصيه، والضّرب الذى أحاط به من جميع نواحيه، فقل فى القرم «٣» الهائج هادرا، أو البحر المائج زاخرا. وكان فى نفسى أن أختلف إليه، وأغترف ممّا لديه؛ فقامت العوائق تدفع فى صدر الأمانى، والأسفار تسيّرنى سير السّوانى «٤»، وما كان عندى أن له شعرا تتعاطاه الأفواه، وتتهاداه الشفاه؛ حتى نسب إليه أبو الفرج الغندجانىّ هذه الأبيات:

<<  <  ج: ص:  >  >>