للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومرض مرضة غير طويلة، ومات بنيسابور فى سنة ثمان وستين وأربعمائة.

وقد ذكره الباخرزىّ وسجع له فقال: «الشيخ «١» أبو الحسين «٢» على بن أحمد الواحدىّ، مشتغل بما يعنيه، وإن كان استهدافه للمختلفة يعنّيه، ولقد خبط ما عند أئمة الأدب، من أصول كلام العرب، خبط عصا الراعى فروع الغرب، «٣» وألقى الدلاء فى بحارهم حتى نزفها، ومدّ البنان إلى ثمارهم إلى أن قطفها. وله فى علم القرآن وشرح غوامض الأشعار تصنيفات، بيده لأعنتها تصريفات، وقل «٤» ما يعرض على الرواة ما يصوغه من الأشعار، وبلأى تتفتح أكمامها عن النوّار، فمما أنشدنى لنفسه، وقد دخل على الشيخ الإمام أبى عمر سعيد بن هبة الله الموفق وهو فى كتابه يتعلّم الخط ويكتب:

إن الرّبيع بحسنه وبهائه ... يحكيهما خطّ الرئيس أبى عمر

خطّ غدا ملء العيون ملاحة ... متنزّها للحظّ قيدا للبصر

فكأنه فى الدّرج «٥» يرقم كاتبا ... أولى لطاف بنانه فتق الزّهر

أخزت نقوش الصين بدعة صنعه ... فتعطلت ورقوم موشىّ الحبر

وسأله عبد الكريم الجيلىّ أبياتا يصف فيها خطه، فقال:

لعبد الكريم خطوط أنيقه ... يجيز لهن بحذق ونيقه «٦»

يطرّز بالخطّ قرطاسه ... كما طرّز السّحب لمع العقيقه «٧»

سطورا إذا ما تأملتها ... تخيّلت منها غصونا وريقه

وغارسها مرهف ناحل ... يمجّ عليها بسنّيه ريقه

<<  <  ج: ص:  >  >>