للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خليلىّ قوما فاحملا لى رسالة ... وقولا لدنيانا التى تتصنع

عرفناك يا خدّاعة الخلق فاغربى ... ألسنا «١» نرى ما تصنعين ونسمع

فلا تتحلّى للعيون بزينة ... فإنّا متى ما تسفرى نتقنع

نغطى بثوب اليأس منك عيوننا ... إذا لاح يوما من مخازيك مطمع

وهل أنت إلا متعة مستعارة ... وهل طاب يوما بالعوارى تمتع

رتعنا وجلنا فى مراعيك كلّها ... فلم يهننا مما رعيناه مرتع

وأنت خلوب كالغمامة كلّما ... رجاها مرجّى الغيث ظلّت تقشّع

طلوع قبوع «٢» كالمغازلة التى ... تطلّع أحيانا وحينا تقبّع

وهذا لعمرى كلام لو دعى به الصخر لأجاب، ولو قرع به سمع عفريت لتاب وله أيضا يرثى نفسه:

دبت إلىّ بنات الأرض مسرعة ... حتى تمشّين فى قلبى وفى كبدى

قد وسّد الترب خدّى فهو مضطجعى ... وصار فيه مهادى أوعر المهد «٣»

والعين منّى فويق الخدّ سائلة ... وطالما كنت أحميها من الرّمد

وله أيضا:

عن قليل سرائر الخلق تفشو» ... فى مقام يشيب فيه الوليد

أىّ يوم هناك يومى إذا ما ... جمع الخلق موقف مشهود

<<  <  ج: ص:  >  >>