تحت الباب، ويفرّقه علينا أوراقا، ويدفع إلينا ورقا أبيض من عنده، ويسألنا نسخه وتعجيله، ويوافقنا على الوقت الذى نردّه عليه فيه، فكنا نفعل ذلك.
وكان الأثرم يقرأ على أبى عبيدة، ويسمعها. قال: وكان أبو عبيدة من أضنّ الناس بكتبه، ولو علم بما فعله الأثرم لمنعه منه، ولم يسامحه.
مات الأثرم فى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فى جمادى الأولى. قال محمد ابن إسحاق النّديم فى كتابه:«أبو الحسن علىّ بن المغيرة الأثرم. روى عن جماعة من العلماء، وعن فصحاء الأعراب، وروى كتب أبى عبيدة والأصمعىّ- وكان لا يفارقها».
«قال ثعلب: كنا عند الأثرم صاحب الأصمعىّ، وهو يملّ «١» شعر الراعى.
قال: فلما استتم المجلس وضع الكتاب من يده- وكان معى يعقوب بن السّكيت- فقال: لا بد من أن أسأله عن أبيات. قال: فقلت: لا تفعل، فلعله لا يحضره جواب، فتكون قد هجنته على رءوس الملأ. قال: لا بدّ من ذلك.