للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خفّف الوطء ما أظن أديم ال ... أرض إلا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وإن قدم العص ... ر «١» هوان الآباء والأجداد

سر إن اسطعت فى الهواء رويدا ... لا اختيالا على رفات «٢» العباد

ربّ لحد قد صار لحدا مرارا ... ضاحك من تزاحم الأضداد

ودفين على بقايا دفين ... فى طويل الزّمان «٣» والآباد

فاسأل الفرقدين عمن أحسّا ... من قبيل وآنسا من بلاد

كم أقاما على زوال نهار ... وأنارا لمدلج فى سواد

تعب كلّها الحياة فما أع ... جب إلا من راغب فى ازدياد

إنّ حزنا فى ساعة الموت «٤» أضعا ... ف سرور فى ساعة الميلاد

خلق الناس للبقاء فضلّت «٥» ... أمّة يحسبونهم للنّفاد

إنما ينقلون من دار أعما ... ل إلى دار شقوة أو رشاد

والقصيدة طويلة.

حدّثنى أبو الخطّاب العلاء بن حزم الأندلسىّ «٦» قال: ذكر لى أبو العلاء المعرّى أنه ولد فى يوم الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

وكان أبو العلاء ضريرا، عمى فى صباه، وعاد من بغداذ إلى بلده معرّة النعمان وأقام بها إلى حين وفاته، وكان يتزهّد ولا يأكل اللحم، ويلبس خشن الثياب، وصنّف

<<  <  ج: ص:  >  >>