للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عوانة [١]: شهدت عامر بن عبد الملك [٢] يسأل قتادة عن أخبار العرب وأيامها وأحاديثها، فاستحسنته. فعدت إليه فجعلت أسأله عن ذلك، فقال:

مالك ولهذا! دع هذا، دع هذا العلم لعامر، وعد إلى شأنك.

وروى بعض الرواة قال: رأيت راكبا قدم من الشام، فأناخ على باب قتادة فسأله: من قتل عمرا وعامرا التغلبيّين يوم قصّة [٣]؟ فأجاب. ثم أعيد إليه الرسول: كيف قتلهما؟ قال: اعتوراه، فطعن هذا بالسّنان وهذا بالرمح [٤].

وكان أبو بكر الهذلىّ يروى هذا العلم عن قتادة. وروى أبو عمرو بن العلاء عن قتادة قال: أول راية انتقلت من الحرم إلى نجد راية بنى تغلب. وذلك حين سار الناس من الحرم فتوسعوا فى نجد.


[١] هو أبو عوانة الوضاح بن خالد اليشكرى الواسطى، روى عن قتادة وغيره، وتوفى سنة ١٧٦.
تذكرة الحفاظ (١: ٢١٨)، والخبر فى طبقات الشعراء لابن سلام ص ٥١.
[٢] عامر بن عبد الملك بن مسمع الجحدرى، وكان جدّه مالك بن مسمع أنبه الناس. قال رجل لعبد الملك بن مروان: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لا يسألونه فيم غضب، فقال عبد الملك:
هذا وأبيك السؤدد! وكان عامر نسابة، وأخوه مسمع بن عبد الملك- ولقبه كردين- علامة بالنسب والشعر. المعارف ٢١٤، الجمهرة ٣٠١، الموشح ١٠٩، ١١٨.
[٣] قضة، بكسر القاف وتشديد الضاد (وقد تخفف): عقبة بعارض اليمامة، وكانت فيه وقعة بين بكر وتغلب، ويسمى يوم تحلاق اللمم. العقد الفريد (٥: ٢٢٠).
[٤] رواية الخبر فى معجم الأدباء (١٧: ١٠) عن ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه الأصمعى عن ابن سلام عن عامر بن عبد الملك المسمعى: «لقد كان الرجلان من بنى مروان يختلفان فى بيت شعر فيرسلان راكبا إلى قتادة يسأله، قال: ولقد قدم عليه رجل من عند بعض الخلفاء من بنى مروان فقال لقتادة: من قتل عمرا وعامرا؟ فقال: قتلهما جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، قال: فشخص إليه ثم عاد، فقال: أجل، قتلهما جحدر، ولكن كيف قتلهما جميعا؟ فقال: اعتوراه، فطعن هذا بالسنان وهذا بالزج، فعادى بينهما». وانظر الطبقات ص ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>