للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن العوّاد [١] بقرطبة. وبها تفقّه وسمع الحديث الكثير، وكتب، ومن جملة ذلك كتاب المحتسب لابن جنى؛ كتبه وقال: لم أره بالأندلس فى جدى فى طلبه.

أنبأنا أبو طاهر السّلفىّ الأصبهانىّ نزيل الإسكندرية فى إجازته العامة قال:

«سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد المقرىء الدانىّ قدم علينا الثّغر قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الملك المقرىء بالأندلس يقول: أملى أبو الحسن الحصرىّ القروىّ [٢] سائلا قراء الأندلس والمغرب:

سألتكم يا مقرئى الغرب كلّه ... وما لسؤال الحبر عن علمه بدّ

بحرفين ذا مدوا وما المدّ أصله ... وذا لم يمدّوه ومن أصله المدّ

وقد جمعا فى كلمة مستبينة ... على مثلكم [٣] تخفى ومن مثلكم تبدو

قال أبو عبد الله [٤]: هما قوله عز وجل: سَوْآتِهِما [٥] *

وقوله: سَوْآتِكُمْ [٦].


[١] كذا فى الأصلين، وفى معجم ابن الأبار: «ابن عناب».
[٢] الحصرىّ؛ بضم الحاء وسكون الصاد: منسوب إلى الحصر؛ وهو جمع حصير. والقروى؛ بفتح القاف والراء: منسوب إلى القيروان، وهو على بن عبد الغنى أبو الحسن الفهرىّ القيروانى الحصرىّ.
ذكره الحميدىّ وقال: شاعر رخيم الشعر دخل الأندلس ولقى ملوكها، وشعره كثير وأدبه موفور. وهو ابن خالة أبى إسحاق الحصرى صاحب زهر الآداب. والبيتان من قصيدة نظمها فى قراءة نافع، فى ٢٠٩ بيتا. توفى بطنجة سنة ٤٨٨. الصلة لابن بشكوال (٢: ٤٢٥)، وطبقات القراء لابن الجزرى (١: ٥٥٠).
[٣] فى هامش ب: «لعله مثلنا».
[٤] أبو عبد الله كنية المترجم، قال ابن مكتوم: «مولد ابن غلام الفرس بدانية ليلة الحادى والعشرين من رمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفى بها عصر يوم الأحد ثالث عشر محرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة. والفرس: لقب رجل من تجار أهل دانية اسمه موسى المرادى، كان سعيد جد أبى عبد الله المذكور مولى له».
[٥] من قوله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما
، سورة الأعراف آية ٢٠.
[٦] من قوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى.
سورة الأعراف آية ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>