للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: استنقذناهنّ من أعدائنا فصارت لنا؛ فهى نقائذ؛ وذلك أعزّ لهم أن يكونوا غالبين أبدا؛ إنما هم على خيول غنموها من آخرين ونتجت عندهم.

قال: ثم قرأ قصيدة عمرو بن كلثوم: «ألا هبى»، قال: وكان قد علّمه:

فصالوا صولة فيما يليهم ... وصلنا صولنا فيما يلينا

قال ابن الأعرابى: فرددت «صولة» وقلت: «فصالوا صولهم»؛ ألا ترى قوله: «وصلنا صولنا». قال ابن الأعرابى: فأعجب ذلك أمير المؤمنين.

وقال الجماعة: هو أعلم بهذا منا يا أمير المؤمنين. فجزّانى أمير المؤمنين خيرا، وأمر لى بعشرة آلاف درهم [١].


[١] الخبر فى المجالس المذكورة ١٥ - ١٧. قال ابن مكتوم: «وحكى عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال: اجتمع عندى أبو نصر أحمد بن حاتم وابن الأعرابى؛ فتجار يا الحديث إلى أن حكى أبو نصر أن أبا الأسود الدؤلى دخل على عبيد الله بن زياد وعليه ثياب رثة، فكساه ثيابا جددا؛ من غير أن عرض له بسؤال؛ فخرج وهو يقول:
كساك ولم تستكسه فحمدته ... أخ لك يعطيك الجزيل وياصر
فإنّ أحق الناس إن كنت مادحا ... لمدحك من أعطاك والعرض وافر
فأنشد أبو نصر قافية البيت الأوّل، «وياصر» بالياء؛ أى ويعطف. فقال له ابن الأعرابى: إنما هو «وناصر» بالنون لا بالياء، فقال: دعنى يا هذا وياصرى وعليك بناصرك».

<<  <  ج: ص:  >  >>