للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥)} [الليل: ٥] الآية. وأخرجه مسلم (١) من حديث جابر وفيه: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له" والعجب من اقتصار المصنف على نسبته إلى الطبراني ثم تضعيفه وكأنه أراد هذه الرواية الواردة بهذا اللفظ فقط كما يرشد إخراجها عن عمران بن حصين والأمر بالعمل مع الإخبار أنه تعالى قد سبق منه كتابة كل من أهل النار وأهل الجنة دليل على أن سبق علمه تعالى لا ينافي الاختبار والطلب من العبد وإن سبق العلم لا أثر له في وقوع المعلوم على طِبْقه ووقفه ما خلق له والمراد له العبادة لأنه تعالى صرح أنها الحكمة في خلقه للعباد في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ [١/ ٣٤٩] إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] وقراءته - صلى الله عليه وسلم - تفسير للمراد لأنها وردت في تقسيم قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: ٤] فلا متمسك لمن زعم بأن الحديث قال أنه اختبار للعبد، وقد وفينا البحث حقه في غير هذا الموضع. (طب عن ابن عباس (٢) وعن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه مقابلاً على خطة وقال الشارح: لصحته لأنا تتبعنا ما ينقله الشارح من ذلك فوجدناه غير مطابق لما قوبل على خط المصنف وكأنه اتكل على نسخة فيها رموز الصحة ونحوها لم يقابل فقد رأينا اختلافًا كثيرًا في النسخ في ذلك.

١١٩٨ - "اعملوا فكل ميسر لما يهدى له من القول (طب) عن عمران بن حصين (ض) ".

(اعملوا فكل ميسر لما يهدى له) هو كالأول وكأن المراد من قوله (من القول) أي القول الذي حق عليه وسبقت به كلمة ربه تعالى (طب عن عمران بن حصين)


(١) أخرجه مسلم (٢٦٤٨).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١/ ١٨) رقم (١٠٨٩٩) عن ابن عباس عن عمران بن حصين (١٨/ ١٢٩) رقم (٢٦٦)، وكذلك أحمد (٤/ ٤٣١). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٠٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>