للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجنة" (١) وهي ما لم يخالطها شيء من الإثم (يفضل سائر الأعمال) السائر الباقي لا يعني الجميع كما توهم جماعات أفاده القاموس (٢) (كما بين مطلع الشمس إلى مغربها) أي بين الأعمال وبين الحجة البرة هذا القدر في التفاوت ولم يذكر الصلاة وبر الوالدين مع أنهما مقدمان في حديث ابن مسعود وغيره كما سلف قريبًا لأنه - صلى الله عليه وسلم - في كل مقام يتكلم بما يناسب المخاطبين ويكتفي ببعض الأحاديث عن بعض أو الأعمال مخصصة في هذا الحديث بحديث ابن مسعود في الصلاة وبر الوالدين أو أنه في حق من لم يكن له والدان في الحياة ويراد بالإيمان ما يشمل الصلاة ولا يصح أن يجعل ضمير تفضل للحجة فقط لأنه ينافي الترتيب في الحديث (طب عن ماعز) (٣) قال الشارح: ماعز في الصحابة (٤) متعدد فينبغي تمييزه.

قلت: لا حاجة إليه بعد القول بأن الصحابة كلهم عدول قال وقد أخرجه أحمد قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح.

١٢٣٥ - "أفضل الأعمال العلم بالله، إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره الحكيم عن أنس".

(أفضل الأعمال العلم بالله) أي بوحدانيته وألوهيته وإثبات صفات كماله ونفي صفات النقص عنه وأريد بالأعمال [١/ ٣٦٠] العلمية فكأنه قيل أفضل العلم العلم بالله ولذا قابله بالجهل وعلله بقوله (إن العلم) بالله (ينفعك معه قليل العمل وكثيره) ولذا كان نوم العالم خير من عبادة الجاهل (وأن الجهل) غايته (لا


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٦).
(٢) القاموس (ص ٥١٧).
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٢٠/ ٣٤٤) رقم (٨٠٩) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٠٧). وأحمد (٤/ ٣٤٢). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٠٩٢).
(٤) الإصابة (٥/ ٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>