للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٤٢ - "أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه (ابن النجار عن أبي ذر).

(أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه) اعلم أنهم ذكروا للجهاد أربع مراتب جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين وجهاد النفس أربع مراتب أيضًا.

أحدها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.

الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه وإلا فمجرد العلم من دون عمل يضرها أي [١/ ٣٦١] لم ينفعها.

الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لم يعلم وإلا كان من {الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: ١٥٩] ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله.

الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذية الخلق، ويحتمل ذلك كله منه فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيًّا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلم بذلك يدعى عظيما في ملكوت


= ابن عدى: لا بأس به وراشد بن سعيد قال فيه أبو حاتم صدوق وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه الطبراني (٨/ ٢٨٢، رقم ٨٠٨١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٥٨١). انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: ٢).
حديث طارق بن شهاب: أخرجه أحمد (١٨٨٤٨)، والنسائي (٧/ ١٦١)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٥٨٢) وقال: هذا مرسل جيد. والضياء (٨/ ١١٠، رقم ١٢٢).
وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (٢٣٠٦) وفيه كلام المنذري، وقال الألباني: صحيح لغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>