ردًّا على المشركين [١/ ٣٦٣] وأنه لا حاجة إلى التقدير أصلاً وتقدم تفسير الذكر (وأفضل الدعاء الحمد لله) فيه سؤالان:
أحدهما: أن الدعاء السؤال والطلب وهذه جملة إخبارية بأن كل حمد لله.
وجوابه: أن هذه الجملة لما كانت رأس الشكر ولأنها لا تقال إلا عقيب الإنعام في الأغلب كعقيب الأكل والشرب واللبس ونحو ذلك وقد قال الله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم: ٧] تضمنت طلب الزيادة فسميت دعاء لذلك وهي أيضًا ذكر فإن الذكر دعاء وزيادة ولذا قيل:
إذا أثنى عليك العبد يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء
وقد أجاب ابن عيينة عن سؤاله عن حديث سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاء مع أنه بينا بهذا البيت وأما الثاني فكيف التوفيق بينه وبين ما مر آنفًا:"أفضل الدعاء سؤال العفو والعافية" فالمراد هنا كأفضل الدعاء التعريضي الصمتي وهنالك صريح السؤال والطلب (ت ن ٥ حب ك عن جابر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (١).
١٢٤٩ - "أفضل الرباط الصلاة ولزوم مجالس الذكر وما من عبد يصلى ثم يقعد في مصلاه إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث أو يقوم (الطيالسي عن أبي هريرة) ".
(أفضل الرباط) تقدم أنه ملازمة الثغر لجهاد العدو (الصلاة) شبه المحافظ على الصلاة بملازمة العدو لما كانت جهادا للنفس أو الشيطان وجعله أفضل الرباط لأنه فيها جهاد النفس والشيطان وهما أشد نكاية للإنسان من عدوه
(١) أخرجه الترمذي (٣٣٨٣) وقال: حسن غريب. والنسائي في الكبرى (١٠٦٦٧)، وابن ماجه (٣٨٠٠)، وابن حبان (٨٤٦)، والحاكم (١/ ٦٧٦) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: الديلمي (١٤١٤)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١١٠٤) والسلسلة الصحيحة (١٤٩٧).