غيره، ثم القول بالوصية يلزم منها القدح بالرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث إنه لم يبلغ ذلك الناس حتى يعلم، ويلزم منه القدح بالصحابة بما فيهم علي رضي الله عنهم أجمعين، كما بين ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" بيانًا لا يدع مجالًا للشك في بطلان هذه الدعوى.
وعلى كل لا تؤثر هذه الدعوى الباطلة على الاستفادة من الكتاب وقلّ من العلماء من يسلم من العثرات والزلّات وإذا كان الخطأ واضحًا فالأمر أيسر وأسهل فالكتاب فيه فائدة كبيرة ولكن ما وقع فيه الصنعاني رحمه الله وغيره يدل على آيات الله وقدرته وأن العبد مهما أوتي من العلم والذكاء فإنه لا يستطيع أن يهتدي إلا إذا هداه الله تعالى كما قال إمام الدعوة شيخ الإِسلام محمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:"من آيات الله ما يصنعه ابن حجر في فتح الباري" يقصد رحمه الله أنه يذكر قول أهل السنة ثم يذكر قول أهل البدع مع ظهور بطلان قول أهل البدع، وهذا مثل ذلك وقد ذكر المحقق عنه قوله:"اعلم أن المختار عندي والذي أذهب إليه وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة والبعد عن الابتداع والخوض فيها إلا لردّها" وذكر أيضًا عنه أنه قال: "قال لي شيخنا في مكة وكان من الأبرار الصالحين رحمه الله وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد. وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير (١) هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ، فقلت: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة، فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: لو كان فيه خير لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيمًا له - صلى الله عليه وسلم - فسكت" اهـ. فيقال ما تزعمه من الوصية ولعنك أحد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم بكثير من بدعة المولد ولكن الهداية بيد الله