للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضعيف لكن له طرق مجموعها يرتقي إلى الحسن.

١٣٥٨ - "أَقِيلُوا السخي زلته فإنَّ الله آخذ بيده كلما عثر (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس) ".

(أقيلوا السخي) بالسين المهملة والخاء المعجمة فعيل من السخاء صفة مشبهة قال بعض الحكماء (١): السخاء هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات حصل معه البذل أو لم يحصل وذلك خلق ويقابله الشح وأما الجود فهو بذل المقتنيات ويقابله البخل وهذا هو الأصل وإن كان كل واحد منهما قد يستعمل مكان الآخر والذي يدل على صحة هذه [١/ ٣٨٨] القيود والفرق أنهم جعلوا اسم الفاعل من السخاء والشح على بناء الأفعال الغريزية فقال: سخي وشحيح، كما قالوا: كريم وعفيف وحليم، وقالوا: حامد وباخل فيتوهما على فاعل كضارب وقاتل، وأما قولهم: بخيل فمصروف عن لفظ فاعل للمبالغة كقولهم في راحم: رحيم (زلته فإن الله آخذ بيده كل ما عثر) فيتجاوز عنه إن جنى فإن الله سييسره لليسرى (٢).

قيل لبعض الحكماء: أي أفعال العباد شبيه بفعل الله؟ قال: الجود وقال الأوائل: الجود على أقسام منها الجود الأعظم وهو: الجود الإلهي وهو الفيض المطلق وإنما يختلف لاختلاف المواد واستعدادها وإلا فالفيض في نفسه عام غير خاص وبعده جود الملوك: وهو الجود بجزء من المال على من تدعوهم الدواعي والأعراض على الجود عليه وبعده جود السوقة وهو بذل المال للعفاة والندامى المعاشرين والإحسان إلى الأقارب قالوا: واسم الجود مجاز إلا على الجود الإلهي العام فإنه عار عن الأعراض والدواعي أي دواعي


(١) عزاه المناوي في الفيض (٤/ ١٣٧) إلى الراغب.
(٢) في الحاشية عنوان: "مطلب أقسام الجود".

<<  <  ج: ص:  >  >>