للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٥٧ - "أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثراتِهِمْ إلا الْحُدُودَ (حم خد د عن عائشة) " (صح).

(أقيلوا) من إقالة البيع فسخه وأعاد المبيع إلى مالكه (ذوي الهيئات) في النهاية (١) إنهم الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة، والهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته ويريد ذوي الهيئات الحسنة الذين يلتزمون هيئة حسنة وسمتا ولا تختلف هيئتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة (عثراتهم) جمع عثرة وهي المرة من العثار من عثر إذا كبا والمعنى: اتركوا عقوبة من لم يعرف بغشيان الشر كما يترك المقيل بيع من أقاله وذلك صيانة لهم وأناة لعلهم يراجعون ما عرفوا به من عدم إتيان الشر وفي التعبير بالعثرات إشارة إلى أن الذي صدر عنهم إنما هو على طريق الكبوة والعثرة لا على جهة الولوع بالشر وقوله (إلا الحدود) استثناء متصل وتقدم تفسيرها أنهما محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب فإنها لا تقال لأحد بحال ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو سرقت فاطمة ابنت محمَّد لقطعتها" (٢) وقريب منه في النهج: أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إلا ويده بيد الله يرفعه قال شارحه: رويت هذه الكلمة مرفوعة ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار (٣) (حم خد د عن عائشة) (٤) رمز المصنف لصحته وفي الشرح: إنه من هذه الطريق


(١) النهاية (٥/ ٢٨٤).
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى (٤/ ٣٣٣).
(٣) انظر: عيون الأخبار (١/ ١٢٥) و (١/ ٣١٤).
(٤) أخرجه أحمد (٦/ ١٨١)، والبخاري في الأدب المفرد (٤٦٥)، وأبو داود (٤٣٧٥)، وأبو نعيم في الحلية (٩/ ٤٣)، والبيهقي في شعب الإيمان (٨٣٣٥)، والبيهقي (٨/ ١٦١). وأخرجه أيضًا: النسائي في الكبرى (٧٢٩٤). قال الحافظ في التلخيص الحبير (٤/ ٨٠): قال العقيلي: له طرق وليس فيها شيء يثبت. وصححه الألباني في صحيح الجامع (١١٨٥) والسلسلة الصحيحة (٦٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>